أشار الكاتب جيمس جِن إلى أن رئيس الانقلاب المصري عبد الفتاح السيسي وصف إسرائيل بـ"العدو" في كلمته الختامية خلال القمة العربية الإسلامية في الدوحة الأسبوع الماضي، مؤكداً أن أفعالها تهدد الأمن القومي المصري وتقوض فرص إبرام أي اتفاقيات سلام جديدة.

ذكرت جيروزاليم بوست أن السيسي شدد في خطابه على أن "ما يحدث الآن يعطل مستقبل السلام، ويهدد أمنكم وأمن شعوب المنطقة ويضع عقبات أمام أي اتفاقيات سلام جديدة بل ينسف القائم منها". ورأى أن على العرب تغيير مواقفهم كي تدرك إسرائيل أن أي اعتداء يواجه مظلة تشمل كل الدول العربية والإسلامية.

أكد رئيس الهيئة العامة للاستعلامات ضياء رشوان في مقابلة تلفزيونية أن استخدام السيسي كلمة "العدو" يحمل دلالات بالغة الأهمية، موضحاً أن آخر مرة استُخدم فيها هذا الوصف من مسؤول مصري رفيع كانت قبل زيارة الرئيس أنور السادات لإسرائيل وخطابه في الكنيست عام 1977، وهي الزيارة التي مهدت لتوقيع اتفاقية كامب ديفيد عام 1979. وقال رشوان إن الأمن القومي المصري يتعرض لتهديد مباشر، ولا يهدد الأمن إلا عدو، أما الصديق فلا يفعل ذلك.

أشار رشوان كذلك إلى أن أحد أبرز التهديدات يتمثل في احتمال نزوح لاجئين فلسطينيين من غزة نحو الأراضي المصرية عبر معبر رفح إلى شبه جزيرة سيناء، ما يفاقم الضغوط الأمنية على القاهرة.

وركز السيسي في خطابه على أن سياسات إسرائيل الراهنة لا تؤثر فقط على مستقبل العلاقات الثنائية، بل تهدد بتقويض أي ترتيبات إقليمية للسلام. وأكد أن مصر، بالتعاون مع شركائها العرب، ستعيد النظر في مواقفها من إسرائيل على ضوء التصعيد الجاري.

 

تحركات لتشكيل قوة عسكرية عربية

أفادت تقارير صحفية عربية بأن مصر تسعى إلى إحياء فكرة تشكيل قوة عسكرية عربية مشتركة على غرار حلف شمال الأطلسي (الناتو)، في سياق الحرب الإسرائيلية على غزة والانعقاد المرتقب للقمة العربية-الإسلامية في الدوحة.

ذكرت صحيفة الأخبار اللبنانية المقربة من حزب الله أن مصدراً حكومياً مصرياً كشف عن تحركات لإعادة بناء الدعم العربي لقوة تدخل سريع يمكنها حماية أي دولة عربية تتعرض لهجوم. أما صحيفة القدس العربي اللندنية فأشارت إلى أن القاهرة تطرح الفكرة على طاولة الاتصالات الدبلوماسية الأخيرة، باعتبارها مظلة دفاعية لا خطوة تصعيدية ضد إسرائيل.

ونقلت وكالة معاً الفلسطينية تفاصيل إضافية، إذ تحدثت عن مشاورات لمساهمة مصرية محتملة تصل إلى 20 ألف جندي، مع ترشيح ضابط مصري برتبة فريق أول لقيادة القوة، فيما قد تشارك السعودية كشريك رئيسي إذا مضت الخطة قدماً. وأوضحت الوكالة أن النقاشات لا تزال جارية حول آلية عمل القوة وارتباطها بالقدرات الديموجرافية والعسكرية للدول المشاركة.

 

مجلس التعاون يدين ضربات إسرائيل لقطر

في السياق ذاته، أعلن قادة دول الخليج أن هيئة الدفاع المشترك التابعة لمجلس التعاون ستجتمع في الدوحة عقب الضربة الإسرائيلية التي استهدفت قياديين من حركة حماس في العاصمة القطرية الأسبوع الماضي.

ودعا بيان القادة إلى تفعيل آليات الدفاع الجماعي، مؤكداً أن القيادة العسكرية الموحدة لدول المجلس مطالبة باتخاذ الإجراءات التنفيذية اللازمة لتعزيز قدرات الردع الخليجية.

وشدد المجلس على أن استهداف إسرائيل لقطر يشكل خرقاً لاتفاقية الدفاع المشترك التي تنص على أن أي عدوان على عضو في المجلس يُعتبر عدواناً على بقية الأعضاء. كما حذرت دول الخليج من أن "عدوان إسرائيل على الدولة الشقيقة قطر يمثل تهديداً مباشراً للأمن الخليجي المشترك وللسلام والاستقرار الإقليمي".

https://www.jpost.com/middle-east/article-867891